الولادة الجديدة
منذ بضعة أيام، إنتهت مأساة إحتجاز الرهائن في مسرح موسكو بمقتل معظم المسلحين الذين إقتحموا المبنى، وكذلك بمقتل أكثر من 110 من الرهائن.
كان من جملة الرهائن شابٌ كندي في الثامنة والعشرين من العمر، وهو من أصل بلغاري بإسم Vasselin Nedkov إذ كان في زيارة لروسيا منذ أيام قليلة.
بعد إقتحام القوات الخاصة للمسرح، عثروا على Vasselin غائبا عن الوعي بسبب الغاز الذي بثته القوات الخاصة في جهاز التدفئة قبيل إقتحام المسرح. بعد ساعات من المعالجة في المستشفى، إستطاع Vasselin أن يكلّم أخاه Nicolas الذي يسكن في Toronto إذ كان يتابع الأخبار بكل إهتمام وينتظر أن يعرف أخبار أخيه بفارغ الصبر.
في سياق حديثه الهاتفي مع أخيه، قال Vasselin: كم أنا سعيدٌ أن أكون على قيد الحياة. أشعر كأني قد ولدت من جديد.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها شخصٌ ما هذه العبارة في نطاق النجاة من موت وشيك... لقد استخدم أشخاصٌ عديدون هذه العبارة، إن كان من حادث مروع، أو خطر عظيم، أم مرض فتّاك، فالشيء الوحيد المشترك بين هولاء الأشخاص أن جميعهم علم أنه كان على قاب قوسٍ أو أدنى من الموت، وفجأة أصبح لديه فرصة جديدة للحياة بعد أن كان ينظر الموت بعينيه.
لكن هناك شخص آخر إستخدم عبارة الولادة الجديدة منذ ألفي عام. هذا الشخص هو الرب يسوع المسيح.
جاء نيقوديموس الى يسوع ليلا ليكلمه، وكان نيقوديموس معلم ديني لليهود. فقال له يسوع: الحق الحق أقول لك إن كان أحدٌ لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله. لقد رأى الرب في نيقوديموس حاجته القصوى للولادة الجديدة.
كل واحد منا ولد مرة من أبويه فاصبح على قيد الحياة... لكن يقول الرب يسوع بأننا بحاجة أن نولد ولادة جديدة... وهذه الولادة الجديدة هي من الله وليس من الناس... لكن كيف ولماذا ؟ إن الله قدوس وبار، لكنه محب وعادل أيضا، عندما أخطأ الإنسان وتعدى وصايا الله، حكم عدل الله على الإنسان بالموت.
لكن محبة الله قدمت للإنسان طريقة للنجاة من ذلك القصاص... وكيف ذلك؟
لقد أخذ المسيح عنك قصاص خطاياك كلها... فمات المسيح ليس لخطية فعلها هو، بل من أجل خطايانا جميعنا... فإن كل إنسان يقبل موت المسيح عن خطاياه، ويتوب عنها... بحسب كلام الله تصبح لديه حياة جديدة... فيولد من جديد... وهذه الولادة الجديدة هي من صنع الله وعطية مجانية من الرب لكل من يقبل ...
لقد تكلم Vasselin عن ولادته من جديد عندما نجا حيا من ذلك الكابوس المرعب في مسرح موسكو. غير أن نجاة Vasselin بحد ذاتها ليست ولادة جديدة، إذ هي قد أعطته فقط عمرا أطول على الأرض.
أخي وأختي، لا نعلم كم يطول العمر بنا. بعضنا يذهب سريعا، والبعض يرحل بطيئا. لكن الكل سيمضي، وإن كنا لا نعرف متى، أين، وكيف. لكننا نعلم أننا ذاهبون...
إن حياتنا على الأرض لا تقاس بالحياة الأبدية ولا تعني شيئاً أمامها. السؤال الوحيد الذي يطرحه عليك الرب اليوم هو: هل وُلِدتَ من جديد؟ هل تأكدت من غفران خطاياك ومن حياتك الأبدية؟