الحرية
في سنة 1886، قدم الشعب الفرنسي، الى الشعب الأمريكي، تمثالا عظيما، سمي تمثال الحرية، والذي نصب في نيويورك، الى هذا اليوم.
هذا التمثال يشخص إمرأة، في يدها اليمنى، مشعلا كبيرا عاليا، وفي يدها اليسرى، لوحة نقش عليها قصيدة، تعبر عن الحرية. أما على رأسها فقد وضع تاج وكأنه شمس ساطعة...
هذا التمثال، الذي يرمز الى الإستقلال والحرية، صمد على عبر السنين، امام الرياح والعواصف، معلنا للجميع عن الحرية والأمل...
ولكن هناك حدث آخر، لم يصنعه اصدقاء، ولم يرفع رمزا للصداقة والمحبة بين البشر، لكنه رفع ليصالح الانسان مع الله، لقد صنع من خشب... لقد كان الصليب.
على ذلك الصليب، سمر الرب يسوع ... لم يفعل خطية واحدة، لكنه حمل خطيتي وخطيتك، لم يقل كلمة بطالة، لم يعير ولم يتكلم بالسوء، لكن الجميع عيَّروه ، جاء نور في ظلمة، لكن الناس احبوا الظلمة أكثر من النور. شفى المرضى، أقام الموتى، أعطى البصر للعميان، أشبع الجائعين وغفر للمذنبين...
عُلِّقَ
على الصليب، الذي عَلَّقَ الأرض على لا شيء، نعم لقد مات المسيح ليعطي لنا الحياة... إن موت المسيح على الصليب ليس رمزا للحرية، لكنه يعطي الحرية للإنسان، إذ بموت المسيح لنا الفداء، بدمه غفران الخطايا...لقد كان تاجه إكليل من شوك، مع أنه ملك الملوك ورب الأرباب، صاحب التيجان، والذي كتب عنه، له تجثو كل ركبة ممن في السماء، ومن على الأرض، ومن تحت الأرض.
نعم لقد مات، فبموته أعطى لنا الحياة. لكنه أيضا، وفي اليوم الثالث قام منتصرا على الموت، وبقيامته لنا رجاء القيامة.
إن الرب يسوع وحده يقدر أن يحررنا من عبودية الخطية ويغفر لنا خطايانا.
إن المسامير لم تبقه على الصليب، فالذي أبقاه على الصليب هو محبته لك ولي... والآن لم يزل هو الذي ينير الطريق الى الملايين والملايين. لأنه قال أنا هو الطريق والحق والحياة... فالمشعل هو الإنجيل وهو الذي ينير الطريق الى السماء.
إنه حي لأنه قام من الأموات... فالمسيح قام، حقا قام...