كل ما عندها
وقفت تللك الفتاة الصغيرة، تبكي خارج مبنى الكنيسة. إذ لدى وصولها الى مدرسة الأحد، قيل لها بأن المكان قد إمتلأ . كانت هذه الفتاة فقيرة جدا، فجلست خارجا حزينة وهي تمسح دموعها النازلة على خديها.... ما أن مرّ خادم الكنيسة، ورآها تبكي، حتى أدرك السبب. فأخذ بيدها، داخلا بها، الى مدرسة الأحد، ووجد لها مكان في أحد الصفوف.
لمس ما فعله ذلك الخادم، قلب تلك الفتاة الصغيرة، فذهبت الى فراشها تلك الليلة، وهي تفكّر، كيف بإمكانها أن تساعد الأولاد نظيرها، الذين ليس لهم أي مكان في الكنيسة ليعبدوا يسوع.
لم تمر سنتين على هذه الحادثة، حتى مرضت تلك الفتاة الصغيرة، وساءت صحتها جدا، حتى فارقت الحياة... دعي خادم تلك الكنيسة ليقوم بمراسيم الدفن، خاصة بعد تلك الصداقة القلبية، التي أصبحت بين تلك الفتاة وذلك الخادم.
بينما ينقلون جثمان تلك الفتاة، وجد في جيبها حقيبة صغيرة، يبدو وكأن تلك الفتاة كانت قد التقطتها من الزبالة، لكن في داخل هذا الجزدان الصغير كان هناك 57 سنتا. وورقة صغيرة، كتب عليه بخط ولد صغير هذه الكلمات... هذه النقود هي للمساعدة في تكبير الكنيسة، لكي تستطيع أن تستضيف اولاد أكثر نظيري في مدرسة الأحد.
إن هذه الفتاة، ولمدت سنتين، جمعت كل ما لديها، لتتقدم بتقدمة المحبة هذه...
بينما والخادم يقوم بمراسيم الدفن... أخذ هذه الحقيبة الصغيرة، وفتحها، ثم تناول منها هذه الورقة الصغيرة، ولدى قرأتها، شارك الجميع بقصة تلك الفتاة الصغيرة، وكيف بان ذات يوم أنه لم يكن لها مكان، لكن من محبتها... ارادت أن تقدم كل ما كان بإستطاعتها من أجل غيرها...
لقد جاء الرب يسوع الى أرضنا هذه وديعا ومتواضعا، ليس لأن ليس له... فهو ملك الملوك ورب الأرباب، فله السماء والأرض وما فيها... فالكل به وله قد خلق، فانكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من اجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا انتم بفقره. نعم، ولد متواضعا لكي يعلمنا التواضع... وهو يريد أن يولد في كل قلب متواضع...
ففي الميلاد قدم الله لنا إبنه الوحيد، ففرحت السماء وابتهجت الملائكة قائلت: إنه ولد لكم اليوم مخلص وهو المسيح الرب. لقد جاء المسيح لا لكي يأخذ، بل ليعطي... فكما قدمت هذه الفتاة كل ما عندها...ففي الميلاد قدم الله إبنه لك ولي لكي يصبح لنا مكانا في السماء ...