حقائق مخفية
حقائق انت أحوج الى إدراكها من الهواء الذي تتنفسه، إلا أنها قد تفوتك أيها
القارئ الكريم . ولذا فاني ابرزها لك بصورة واضحة ، إذا امعنت النظر فيها
تستطيع ان تربح نفسك الخالدة وخلاصك الأبدي.
افترض انك وانت تسير في سبيل حالك الظلام علمت ان ذلك السبيل ينتهي بك الى حفرة
عميقة مهلكة، فهل تستمر في السير غير مبال ؟ أم تتحول عن ذلك السبيل بأسرع ما
تستطيع !
فاعلم أنك وأنت في خطاياك بعيدا عن المسيح تسير في منحدر يؤدي بك الى العذاب
الأبدي . ولكنك رغم ذلك تسير على عجل الى النهاية المرعبة . فقف قليلا ربما
تكون الخطوة المقبلة الى الجحيم !!! خطوة تهوي بعدها الى أعماق جهنم، بعيدا عن
رحمة الله إلى الأبد !.
تأمل كيف تكون حالك، ووفر نفسك من شدة البكاء والألم والحسرة والندم .
افترض انك وانت تسبح في الماء شاهدت تمساحا يسرع نحوك فهل تسبح مع التمساح آمنا
؟ أو انك رأيت أفعى تبتسم لك ، فهل تداعبها وتدخل يدك في فمها بين شدقيها لاهيا.
؟ ! حاشاك تفعل ذلك ، لكنك تلقي بنفسك مطمئنا عن طيب خاطر في احضان الخطية وبين
براثن الشيطان، وعلى قاب قوسين من جهنم!
ما دمت تستعذب الخطية بأشكالها وتستسيغها ، ما دامت زخارف العالم تلهيك عن
الإهتمام بنفسك فأنت تشرب بيدك كأس الموت الأبدي تشبرها مغتبطا ولست تدري ما قد
خبأته تلك الكأس من هلاك وعذاب أبدي .
افترض انه طُلِب منك ان تشترك في جريمة صلب ربك وان تقف مع من هزأوا به . فهل
كنت ترضى ؟ يقيني انك لا ترضى، ولكنك ما دمت لم تختبر قوة صليب المسيح في خلاص
نفسك من الخطية ، فإنك باستمرارك بخطاياك تشترك في جريمة صلب المسيح ربك .
ربما تكون قد اكرمت الصليب بفمك ، ولكن طالما انت سالك في طريق المعاصي ،
وتستهين بالخطية ، فانك تلطخ يدك بدم يسوع المصلوب ، فتجلب على نفسك اللعنة
والدينونة ! .
افترض ايضا أنك تسير والسيف مشهور فوق رأسك مستعد بأن يهوي على عنقك في اي وقت
أفما كنت تضطرب وتقلق، لا يهنأ لك نوم ولا ولا تلتذ بأكل او شرب ؟ ولكنك طالما
تستمر في السير في سبيل شرورك ولم تنل الغفران، ولم تغتسل بدم ابن الله الذي
صُلب لأجلك ، فإن سيف النقمة مسلط فوق رأسك ، مستعد لأن يهوي عليك في أية لحظة
!.
اذا استطعت ان تحلق فوق بحيرة النار والكبريت ، ونظرت الى الخطاة يتلوون فيها
من الألم والعذاب ، ونظرت دموع الهالكين ، وسمعت أنّاتهم ، أفما كنت تبادر الى
النجاة من مثل هكذا مصير ؟ ولكنك في الواقع تختارها بإرادتك مقرا أبديا لك ،
وذلك في استمرارك السلوك في سبيل الخطية وإعراضك عن يسوع المخلص المحب .
ها قد كشفت لك حقيقة حالك ، ويقيني بأنك لا ترضى لنفسك البقاء في تلك الحالة
السيئة، كما اني على يقين تام بأن الله لا يرضى لك بتلك الحالة لأنه يحبك .
أجل . ان الرب يسوع المسيح يحبك من كل قلبه ويريد خلاص نفسك . وقد أظهر لك ذلك
الحب جليا على الصليب ، حيث مات من أجل خطاياك التي تفوق الحصر ، وهناك صرخ
قائلا إلهي إلهي لماذا تركتني ، وما كان ليقول هذا القول إلا لأنه أخذ بالنعمة
مكانك كإنسان خاطي تحت دينونة الله وغضبه.
ان الرب يسوع يحبك وها هو قريب منك جدا . يحمل لك في يده الخلاص والغفران وهبة
الحياة الأبدية ، يقدمها لك وما عليك إلا ان تقبلها . كل ما عليك ان ترتمي أمام
يسوع ، معترفا بخطاياك وتائبا عنها ، وواثقا في قوة دم المسيح التي تستطيع
تطهيرك منها حالا .
تعال الى الرب يسوع الآن كما أنت . لا تسعى في تهذيب نفسك وتصليح حالك لأنه هو
يستطيع ان يخلق منك شخصا جديدا طاهرا .
واحذر من ان يكون مثلك مثل المتسول مع الرسام . ذلك ان الرسام اراد ان يرسم
رجلا في منتهى الفقر والذل والمسكنة فرأى متسولا يتعثّر في اسماله البالية فطلب
منه ان يحضر في ميعاد عيّنه له على ان يعطيه اجرا . ولكن ذلك المتسول خجل من
اسماله البالية فاستعار لباسا جيدا ليحسن به منظره ويقلل من خجله . ثم أتى الى
الرسام في الميعاد . فلما نظر اليه الرسام قال له " اني لا اعرفك " فأجاب الرجل
"ألا تذكر شحاذا فقيرا اتفقت معه على ميعاد لترسمه " قال اني لا اذكر الا رجلا
في ثياب بالية ، أما انت فلا اذكرك".
ان الرب يسوع يناديك كما أنت في حالتك السيئة ، وما عليك إلا أن تعترف له بكل
الشرور التي انت مستعبد لها . وتدعوه ليخلصك منها قابلا اياه مخلصا لك فيعتقك .
اذا فعلت ذلك من كل قلبك فان حمل خطاياك ينطرح عن كاهلك ، ويملأ سلام الغفران
ضميرك وقلبك المطهرين وبهذا فقط تضمن لنفسك السعادة الأبدية .