عندما تأنس السيد الرب متجسداً، آخذاً صورة عبد، مهَّد لمجئيه الأول الموعود به
بالنبوءات، بإقامة الإمبراطورية الرومانية التي جعلت من اللغة اليونانية لغة عالمية
آنذاك، لتسهيل انتشار الإنجيل لكل الشعوب واقامت شبكة طرق آمنة لتسهيل المواصلات
بين الأمم، هذا ساعد الرسل والمبشرين في تنقلاتهم بأمان نسبي طبعا ، وشكلت
الإمبراطورية الرومانية ايضاً ثقافة وحضارة فيها شيء من احترام حرية الفرد وحقوقه
في ادارة شؤونه .
لقد تنبأ دانيال النبي وقال ان المعرفة تزداد في وقت النهاية.
دانيال 12: 4 اما انت يا دانيال فاخفِ الكلام واختم السفر الى وقت النهاية. كثيرون
يتصفحونه والمعرفة تزداد
ونحن نرى في أيامنا هذه طرق اتصالات متنوعة جديدة متمثلة بوسائل الإعلام العصرية من
راديو وتلفزيون يبث فضائيات عالمية وهواتف نقالة محمولة ترى فيها المتكلم معك متى
شئت والانترنت ، الذي ساهم ويساهم في ازدياد المعرفة السريع بين الناس , مما جعل
العالم كله كأنه قرية واحدة،
لكن الرب بسلطانه لم يحدد ميعاد مجيئه ، لكي نبقى ساهرين ونتوقع مجيئه في الصباح
والظهيرة والمساء وفي أية لحظة ، لنزداد شوقا للقاء الرب يسوع المسيح من أحبنا الى
الموت .
ما أحلى ذلك اليوم وتلك الساعة التي فيها سنعتق من جسدنا الترابي ونلبس الجسد
السماوي .
1 كورنثوس 15: 48 كما هو الترابي هكذا الترابيون ايضا. وكما هو السماوي هكذا
السماويون ايضا. 1 كورنثوس 15: 49 وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس ايضا صورة السماوي.
الى ذلك الوقت الوشيك علينا ان نجتهد في دراسة الكلمة لنعرفها ونطيعها وننشرها بكل
قوانا، ساجدين بأجسادنا وأرواحنا أمام الرب في إبتهالات وصلوات ليحفظ السيد قلوبنا
من التقسي ونفوسنا من النعاس الروحي، لنصون ونطور علاقتنا الحبيَّة مع ابونا
السماوي.
أولاً: بالمثابرة على قراءة كلمته الموجة لنا ، لنحفظها في قلوبنا عاملين بها،
لأننا عندما نقرأ الكتاب المقدس يكلمنا الله حسب طاقتنا وظروفنا بالقراءة المتتابعة
والمنظمة من كلمته ، لتستقر في اعماقنا وتؤثر على فكرنا وقولنا وأعمالنا، ويكون لنا
دراية لفكر الرب ومعرفة لإرادته تجاهنا.
ثانياً:عندما يكلمنا الرب من خلال كلمته او من خلال الظروف فنحن نجاوب الله ونتجاوب
معه مواظبين على الصلاة ساهرين فيها بالشكر كولوسي 4: 2 صلّوا بلا انقطاع. 1
تسالونيكي 5: 17 ، 1تيموثاوس 2 :1 فاطلب اول كل شيء ان تقام طلبات وصلوات وابتهالات
وتشكرات لاجل جميع الناس.
2 بطرس 3: 12 منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحل السموات ملتهبة
والعناصر محترقة تذوب.
ونرى ايضا بأن الله سيمنح فرصة في الآونة الأخيرة ، لتأخذ كلمته الموقرة الكتاب
المقدس مكانها الائق بها في كل العالم قاطبة والعالم العربي خاصة، لتحمل اليه
الخلاص والأمل واليقين والسلام الحقيقي، ولا بد من ان يؤتى العالم بشيء من الحرية
لكي يؤمن من يتوق الى الإيمان بالرب يسوع المسيح ولكي يجاهر المؤمنون في الخفاء
بايمانهم بالإنجيل. هذه صلاتنا بأن يبارك الرب الشرق الأوسط قاطبة وشمال افريقيا
المضطربان بسلامه المقرون بجوع وعطش لكلمته المقدسة خصوصاً أحبائنا الذين لا ينتمون
للمسيحية الحقة، ليطَّلعوا عليها ويعرفوها كما جاءت في الإنجيل، فإن رفضوها وإن
قبلوها فهم يرفضونها او يقبلونها عن معرفة حقة بها، فعدم المعرفة يضل ويهلك. فلا
يكون مانع من معرفة المسيح كما أعلن عن نفسه في الإنجيل فلا مسيحية بلا مسيح . لوقا
18: 27 .. غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله.
ان التوقع يتزايد لدى جميع المؤمنين المسيحيين المولودين من الله على مستوى عالمي
بشأن رجوع الرب. فإنه لخبر مثير لجميع الذين يحبونه أنه سيأتي ليتمجد في قديسيه (2
تسالونيكي 10:1). سيأتي ليجازي ، إياكم الذين تتضايقون راحة معنا (أي نحن شركاؤكم
في الضيقة) عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته، في نار لهيب معطيا
نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح (7:1-8). إن
الغالبية العظمى للبشرية تسرع في طريقها، غير عابئة بدينونتها الوشيكة. هؤلاء
سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته (9:1).
إن خبر رجوع المسيح هو خبر مجيد يفوق الوصف. وكما أن العروس تستعد للقاء عريسها،
كذلك جميع الذين يتوقعون رجوعه يجب أن يعدوا أنفسهم لذلك اليوم الرائع من جهة
استخدام أوقاتهم ومواهبهم وممتلكاتهم. وهذا أيضا يعني أن يقرأوا مشورة الله الكاملة
لكي يستعدوا كما ينبغي ليس فقط من أجل حدث مستقبلي ولكن من أجل الحياة الحاضرة
وخدمة الكلمة.
من الواضح أن العالم لا يهتم إلا بتحقيق المزيد من التنعم في الحياة، بتحسين الدخل
كل عام أكثر قليلا من العام السابق. ولذلك فإنهم يضاعفون الجهد، ويعملون أعمالا
إضافية من أجل تأثيث البيت أو شراء السيارة التي لا تتحملها ميزانيتهم. وآخرون
لديهم رغبة غير عادية في السعي إلى الكمال. فإنهم يريدون بيتا كاملا، وزواجا كاملا،
وأولادا كاملين، ونجاحا كاملا في أشغالهم. ونتيجة لعدم قدرتهم على التأقلم مع
الأوضاع التي لا يستطيعون تغييرها، فإنهم يقعون فريسة للمخاوف والإحباطات. ولقد أدت
هذه الرغبة في كثير من الأحيان إلى حدوث الإرهاق ثم الاكتئاب ثم الانهيار.
وكلمة "انهيار" تتضمن "الإحباط واليأس المتزايد الذي يؤدي إلى الإحساس "بالفشل".
وكلما فكر هؤلاء الأشخاص في الأنشطة اليومية، كلما ازداد عدم رضاهم عن الحياة. إننا
جميعا معرضون للاندماج في روح العالم.
ومع أن الرب يسوع قد قال: لا تقدرون أن تخدموا الله والمال (متى 24:6)، إلا أن
الكثيرين يظنون أن هذا ممكن. وهم مثل البذرة في مثل الزارع الذي سرده الرب يسوع
والتي وقعت بين الشوك (متى 3:13-23)، فإن مسيحيين كثيرين لا يجدون الوقت الكافي
لخدمة المسيح إذ يستمرون في أسلوب حياتهم المزدحم الذي يؤدي إلى خنق ثمرهم الروحي.
ولكن أولئك الذين يختارون أن يستثمروا حياتهم في خدمة المسيح يمتلكون السلام والرضى
بلا استثناء.
إن الرب لديه طريقة للتعامل مع الأوضاع التي نظنها مستحيلة، عندما نثق فيه ونكف عن
الخصام. فإن عبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكون مترفقا (2 تيموثاوس 24:2). فالغد قد
لا يأتي أبدا ولكن اليوم يمكننا جميعا أن نغير فيه اتجاهاتنا ونعيد تقييم أولوياتنا
فنبدأ نتمتع بملك السلام الساكن فينا.
فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما (1 تيموثاوس 8:6) - ليس فقط من أجل الحفاظ على
صحتنا وراحة بالنا، بل من أجل امتياز استخدام وقتنا ومواهبنا وممتلكاتنا لمساعدة
الآخرين، ولكي يستعدوا لمجيء الرب. فالوقت يقترب الذي فيه يجيء ليتمجد في قديسيه
ويتعجب منه في جميع المؤمنين (2 تسالونيكي 10:1).