أهلية الدخول الى السماء
يظن الكثيرون انه بما ان الجميع خطاة وبما ان الله سيأخذ فريقاً من هؤلاء الخطاة ليدخلهم السماء ، فلا بد وان يكون هذا الفريق مكوناً من أقل الناس خطأ وأحسنهم آداباً وأكرمهم خصالاً . ويخلصون من ذلك الى القول بأنه " ان كان هذا وذالك وغيرهم سيدخلون السماء فان الفرصة ستكون متاحة لنا ولأمثالنا للدخول اليها ايضاً"
ولكن ارجو ان تلاحظ هذا جيداً ايها القارئ العزيز: ان كونك خاطئاً يحول بصفة قاطعة دون دخولك السماء حتى ولو ادعيت بأنك افضل من عاش على الأرض من جنس آدم الساقط . ان كونك خاطئاً دليل على حاجتك الى مخلص وذلك المخلص هو الذي يمنحك أهلية الدخول الى المجد
ان باب الخلاص منقوش عليه هذا القول "هذا الإنسان يقبل خطاة" (لوقا 1 :2) وليس هناك فرق بين خاطئ وخاطئ جداً او بين ردي وأردأ . اقرأ معي (يوحنا 6 :37 ، 14 :6) "من يقبل اليَّ لا اخرجه خارجاً " و "ليس أحد يأتي الى الآب إلا بي" وايضاً " تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وانا أريحكم" (متى11 :28) وايضاً "ان دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى" (يوحنا 10 :9) وايضاً "التفتوا اليَّ واخلصوا يا جميع اقاصي الارض" (اشعياء 45 :22)
انه من اجل المسيح وعمله فوق الصليب نستطيع ان نخلص . ان كانت لك اعمالاً صالحة تفتخر بها كرمل البحر عدداً ، وخطاياك قليلة جداً ونادرة ولكنك بدون مسيح فأنت فاقد لكل أهلية لدخول السماء وكل حجة في يدك انما تؤهلك لدخول جهنم فقط . يكفي ان تكون لك خطية واحدة تافهة لتحدر بك الى بحيرة النار وتكفي كلمة واحدة عاطلة أو فكر واحد شرير او فعلة واحدة من افعال الارادة الذاتية . اقول تكفي واحدة من هذه لطردك بعيداً عن السماء ، كما فعلت بآدم خطية واحدة هي خطية عدم الطاعة وطردته من الجنة .
فلا تضيع وقتك الثمين في " محاولة تحسين اعمالك " قبل ان تأتي بالفعل للرب يسوع . ان حقيقة كونك ترغب في اصلاح نفسك دليل على ان ماضيك رديء . فان كنت تزعم انك تستطيع ان تركن على استحقاقك فلا فائدة تجنيها بالمرة
… ولنفترض انك ستعيش كل ما تبقى من ايام حياتك دون ان تصدر عنك خطية واحدة فماذا انت فاعل بخطايا الماضي؟ "والله يطلب ما قد مضى" (جامعة 3 :15)وان كنت تقول انك خاطئ جداً وليس لمثل خطاياك علاج بسبب كثرتها وفظاعتها فانك في الواقع تقلل من مجد نعمة الله الغامرة المتفاضلة وتحد من قوة دم المسيح حمل الله في التطهير . انظر البحر العظيم الواسع الأطراف انه من السهل عليه ان يحمل اثقل البوارج الضخمة سواء بسواء كما يحمل ريشة خفيفة تسقط من جناح طائر . وما دام الرب يطلب ان نعطيه قلوبنا ، وحيث ان الذي يغفر له كثيراً يحب كثيراً فثق ان الرب يسوع المخلص يرغب ويرحب بأردأ الخطاة . انه يستطيع ان يخلص أشر الأردياء .
هو حبل النجاة المتين وتستطيع ان تتمسك به واثقاً مطمئناً .
ثق في الرب لأن الرب لا سواه مستحق ان يوثق به وخذ كلمته حجة ومستنداً " لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3 :16)