مصيرك
ألا ترتاع من الموت ؟ الا تنظر الى الذين ينزلون عن الكراسي ؟ يموت الملوك والرؤساء والعظماء ! يُنسى ذكرهم بين الأحياء ولا يبقى الا حبراً على ورق .
من الذي يقول : انا لا أخاف من الموت ... ؟
هذا تدجيل على النفس ، خداع للآخرين ولو الى حين .
فالذي لا يخاف المنون ، لا يستشر طبيباً ولا يجرع دواء ، ولا يعصب جرحاً .
لكن هذا وصف لأناس غير موجودين على الأرض . نعم قد تنطبق هذه الصفات على البلهاء .
يحاول العلم اطالة العمر ـ ازالة الأمراض او التغلب عليها ـ ويصنع عقاقير جديدة ، ما لا يحصى ... عقاقير للعلاج واخرى للتخدير .
فاذا بالانسان يموت دون ان يكون للعلم أي مجال فعال في ابعاد الموت عنه . تزداد الاختراعات وتكثر المعرفة ! يمتلئ العالم يوماً بعد الآخر بالاكتشافات العلمية والمستحضرات الطبية وبأصحاب الاختصاص والفهم ! تتراكم الاموال والارصدة في المصارف ! يزداد اهتمام الناس بانفسهم واهتمامهم ببعضهم ، اجتماعياً وعلمياً ونفسياً ! ومع ذلك يموت الانسان .. وتبقى امامه مشكلة الأبدية لغزاً دون حل .
الى اين تموت ايها الانسان ؟! هل الى الموت الأبدي ام الى الحياة والخلود ؟
مساكين ، لا بل ويل للذين يقولون : (الى يوم الله يعين الله ) .
هذا تضليل مفتعل وإلحاد مستتر !
خير لمثل هؤلاء لو لم يولدوا ـ لو لم يرى الناس وجوههم ويسمعوا اقوالهم .
هل تأخذ حاجاتك من البائع مجاناً ام تدفع ثمن كل غرض تشتريه ؟ ان كل امر له حساب عند الله .
من يحاسب الانسان ؟
هل اهل بيته ، ام مدير عمله ؟ او رئيس مدرسته او قاضي دولته ؟ أجل ، جميع هؤلاء يحاسبون افراداً من المجتمع ، لكن بنسبة ضئيلة . حساب الناس بعضهم لبعض فيه كثير من التساهل والتحيّز ، ومهما تنوع وتحسّن فلا يشمل جميع التصرفات .
اما حساب الله فيختلف كثيراً . يقول الله : (كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساب يوم الدين). هذا يشمل جميع التصرفات في الفعل والقول والفكر .
ان الذي يحاسب الانسان هو رب الانسان ـ من ابدع الانسان وجبله من التراب ، ليس الأب ولا الأم ، ليس المدير ولا الكاهن .. الله الابن فقط ،
الكلمة الأزلي ، الاله الحي ، يسوع ابن الله ، وابن الانسان ، الذي عرف الانسان واختبره وجهاً لوجه وجنباً الى جنب .
لقد جاء ابن الله الى الأرض ، زيارة شخصية ، رسمية ، وكان من ضمن عمله انه قدم للانسان الحل الكامل لمعضلات البشر ، حلاً جذرياً فعياً .
هذه الشخصية ستحاسب الانسان. ولماذا سيحاسب يسوع الناس ؟
لانه خلقهم واوجدهم ... لانه اعطاهم ارضه وانار لهم بشمسه وقمره ونجومه ... لأنه صرف على الانسان من امكانياته الخاصة ... لأنه قدم نفس الانسان على كل شيء آخر ... لأنه قدم نفس الانسان على نفسه ... لأنه أحب الانسان ... لأنه مات بديلاً عن الانسان ... ولأنه ولمجده فقط خلق الانسان وليس لأي سبب سواه .
سبحوا الله يا كل الامم . حمّدوه يا كل الشعوب ، لأن رحمته قد قويت علينا !
أنا الله وليس غيري .
أنا ارسلت ابني الوحيد الى العالم .
أنا طلبت من ابني أن يتعب ويكد دون راحة من أجل الانسان .
أنا طلبت منه ان ينكر ذاته، يحمل الهزء والعار ... والصليب ...
أنا طلبت منه أن يتنازل عن حقوقه للإنسان .
أنا طلبت منه ان يموت في العالم بدل الانسان .
أظالم أنا ؟
من أنت ايها الانسان الذي تحكم على الله ؟
من انت وما هي قوتك وبرّك امام الأزل !
يا من تجهل شخصية الله ... أخفِ وجهك في التراب ، وابكِ على نفسك الوحيدة الخالدة ، لأنك كنت جاهلاً ، هالكاً ومعذباً ، خائفاً وحزيناً ... فأحبك ... واحبك ... واحبك ... يسوع !!!
قال وفعل ، فكّر ونفّذ ، اعد وقدّم ... !!!
مات ليُحييك ! غلّ نفسه ليحررك من القيود ! عانى الألم ليقدم لك الراحة !
قل : قتله الانسان ، قتله اليهود ، قتله الرومان ، قتلته انا ! نعم ، أنا !!! لا تخفِ الجريمة ، لن تفلح بهذا ، هل الظلمة تتحدى النور ؟ عبثاً ! تب واعترف بالخطية والواقع : خاطيء ... خاطيء ... خاطيء ... امام الله والناس .
احتاج الى برّ الله
الى دم المسيح
الى نعمة الفداء .
خلاصك تم
السماء اكتفت
السماء صافحت
السماء قلبت الصلح .
السماء سجلت اسمك في سفر الحياة .
بقلم حنا عطوي
عن مجلة صوت الكرازة بالانجيل اطلبها من العنوان التالي :
P.O. Box 15013
Colorado Spring
,Co 80935 ,USA