نعيش في عصر يحتاج الى حل لمشاكله الكبرى الاقتصادية والسياسية والبيئية والبيتية وهذه المسائل يتطلب حلها بذل الكثير من الجهود .
ولكن هناك سؤال أعمق وأسمى وأهم من هذه جميعها، وهو السؤال الذي يدور حول المسيح . فحياتك انت وكيان كل الشعوب . يتوقف على هذا السؤال لأنه حيث تعترف دولة ما بكلمة الرب ، ويطيع رجال حكومتها روح الله، تجري بركات الله بالغنى والأمن، حيث يطيع رجال الاقتصاد مبادئ المسيح، يكون المسيح في تخطيطهم وتدبيرهم. والشعب الذي يسلك في مخافة الله ويهتم بوصاياه، يختبر قول الرب: أباركك فتكون بركة للكثيرين . والعائلة المجتمعة حول المسيح شعارها: "أما أنا وبيتي فنعبد الرب"، فهي منارة في الظلمة . فلا تتجاوز المسيح، بل امتحن نفسك بهذه الأسئلة الثلاثة: أولاً ، هل تؤمن بالمسيح؟ جلس مرة أولاد في مدرسة الطش (الصم) وسمعوا عن المسيح بالاشارات . ولما سؤلوا ماذا عرفت عن
المسيح؟ كتب بعضهم الجواب في صفحات عديدة . ولكن احدى التلميذات كتبت جملة واحدة فقط: انه مُخَلّصي، فكلمتها كانت افضل من ما كتب الجميع، وليس في وسعي أن أوضح معنى الايمان بالمسيح بأحسن من قول هذه الفتاة. لأن به يعني الاعتراف من صميم القلب بأنه مُخَلّصي . ويسوع يقبل الخطاة . ومن قبل المسيح يحصل على جواب قاطع لأهم سؤال في العالم . فكيف تخلص ؟ ينبغي أن تختبر المسيح ، بكل ما يدور في ذهنك وقلبك وشعورك. لأنه وعدك: من يقبل اليَّ فلا أخرجه خارجاً،
لما استعرض الامبراطور نابليون جيشه ، ابتدأت الموسيقى بضجيجها ، فقفز حصانه في الهواء ، وأشرف بونابرت على السقوط . فانطلق جندي من صف العسكر، وأمسك الحصان بلجامه وأوقفه. فناداه نابليون: أيها الملازم ! وعندها انتقل هذا الجندي رأساً الى مكان الضباط واصطف بجانبهم، لأنه قال لنفسه اتكل على كلمة الامبراطور. فكم بالحري نحن، ينبغي ان نتكل على كلمة الله ؟ ثق مطمئناً بقول الرب يسوع المسيح لك، فتنال درجة رفيعة من السعادة. وتختبر حتى في الأيام الحرجة، ان الرب يبقى معك لا يفارقك. وقد قال طوبى للذين يؤمنون ولا يرون ! والاعتقاد بالمسيح يثبتنا، فنستطيع الوقوف في عواصف الحياة . عندئذ لا نخاف الناس, بل نهتم بمشيئة الرب ، ونسرع لاتمامها. مات مرة مصلح مبارك فقال شاهد في القبر المفتوح ، انه لم يخف من أي انسان قط، لأنه اختبر أن الشخص الواحد مع الله اقوى من الألوف. فنطلب اليك: آمن بالرب يسوع ايماناً كاملاً، فتنال السعادة الحقيقية . ثانيا، هل تحب المسيح ؟ ليست محبتنا له قضية شعور وعاطفة، لأن من يحب المسيح، يعمل ما يطلبه منه . فمحبته، تتضمن حفظ وصاياه، رأساً وطوعاً بفرح . وكذلك المحبة للرب يسوع، تتضمن ان لا نخجل به، فنعترف لمحيطنا في قولنا وسلوكنا، اننا خاصة المخلص وخاضعين له دائماً . ومن يحب المسيح، يحب كل اولاد الله، ويطلب الشركة معهم . فان وجدت تسليتك مع غير المؤمنين، تشهد على نفسك انك من روح العالم، ولكن ان كنت تشتاق الى سماع كلمة الله، وتطلب الاشتراك في صلوات مشتركة، تبرهن انك ابن للعلي، فامتحن نفسك، هل تحب الرب يسوع من كل قك، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك،
ثالثاً، هل تفرح في المسيح؟ من يخص الرب يسوع، يمتلي بسرور وغبطة، وهذا الفرح يبدو على وجهه، في الترانيم الروحية التي يترنم بها، فلا نحتاج الى كلمات كثيرة لتعرفنا على بعض، لأننا ندرك بعضنا بترانيمنا ووجوهنا الفرحة .
قال مرة الفيلسوف نيتشه: لو ظهر فرح الفداء اكثر في تصرفات المسيحيين، لآمنت بفاديهم، فهذا القول ينخسنا ! فهل تفرح في شركة المسيح ؟ لأن من ثمار روحه، ان نثبت في فرحه . وهو يريد اكمال فرحنا فيه .
ومن يفرح مع المسيح ، فهذا يشتاق الى مجيئه، إن ربنا آت ثانية في المجد . فهل تفرح ان فكرت في رجوعه، او يضيق صدرك بهذا الفكر؟
حين يعود الاب الى بيته، تتولد عند ابنائه مشاعر مختلفة . فالبعض يفرح بسماع خطواته، واما الآخرون فيرتعبون، لأنهم ارتكبوا خطايا وينتظرون العقاب . فنسألك مرة اخرى أتفرح بمجيء المسيح، او يهلع قلبك لهذا الفكر؟ فمن يعيش معه المسيح في الروح، يترقب مجيئه فرحاً، كما ينتظر الولد البريء عودة الأب الى البيت .
لقد بحثنا ثلاثة اسئلة اساسية لكل انسان، فماذا تعمل؟ هل تتحول الى مشغوليات اخرى وتتناسى ما قرأت وتقول ماذا يعنيني هذا كله؟ لا تفعل ذلك! بل نطلب اليك من صميم قلوبنا، أن تسلم حياتك الى الرب يسوع فتختبر عجائب كثيرة، وتتعلم المحبة الالهية والسلام مع الله، والفرح في الضيقات عالم ان الضيقات ايضا تعمل لخيرك الابدي، عندئذ، تكسب لحياتك معنى وقيمة وغنى روحياً.
اما الحياة بدون المسيح،
فانها تسبب لك ندامة وبكاء، في ساعة الموت التي لا بد منها، في الآخرة. المخلّص
ينتظر رجوعك، فهل تتركه ينتظر عبثاً؟ تجاسر وتقدم لربك: وقل له خذ حياتي، واجعلها
نافعة لتمجيدك. اسلمك نفسي، الآن والى الأبد. عندئذ يباركك الرب، لتعترف به مع كل
المؤمنين في كل احوال الحياة. وليس احد يقدر ان ينزع سلامه منك.