النبي حزقيال
انتظم حزقيال النبي في سلك الكهنوت وكان أحد الذين سبوا إلى بابل مع بقية اليهود الذين أُجلوا عن المدينة المجيدة في سنة 597 ق.م، وهناك اختاره الله ليكون له نبياً. أوحى إليه الروح القدس بهذه الرسالة لتكون تحذيراً من الدينونة القادمة على البقية الباقية في أُورشليم. بيد أن إنذارته لم تلق أُذناً صاغية من اليهود المأسورين معه؛ وعندما تحققت نبوءاته المحزنة بدمار أُورشليم في عام 586 ق.م. أقبل عليه الناس ليستمعوا إلى أقواله بلهفة وصدق. في هذه الفترة طرأ نغم جديد على رسالته فتحولت من رسالة تنادي بحلول دينونة الله وقضائه إلى رسالة مفعمة بالتعزية والرجاء. لقد وقع الأسوأُ وحان الوقت لرسم الخطط تأَهباً لبداية جديدة. رأى حزقيال نفسه كراع ورقيب على بني إسرائيل. كان عليه كراع أن يحافظ على شعبه، وكرقيب أن يحذرهم من الخطر المداهم.
إن رسالة حزقيال قائمة على أساس قداسة الله غير المتحولة. وهي تشتمل على وعد وتحذير في آن واحد. هي تحذير لأن الله قد وعد بمعاقبة الخطيئة وهذا لابد أن يتم. وهي وعد لأن الله قد وعد أن يظل وفياً أميناً لمحبيه وهذا لا يمكن أن ينقض؛ فكتاب حزقيال يظهر تحقق كلام الله الثابت في الوعد والوعيد: لقد تم خراب أُورشليم حسب وعيد الله عقاباً لخطيئة أَهل يهوذا. من هذا يظهر أن نوعية الحياة التي يعيشها شعب الله تقرر طريقة معاملة الله لهم.
اول ثلاث اصحاحات من نبوة حزقيال ويمكنك قراءة النبوة بكاملها من الكتاب المقدس العهد القديم .
كان في سنة الثلاثين في الشهر الرابع في الخامس من الشهر وانا بين المسبيين عند نهر خابور ان السموات انفتحت فرأيت رؤى الله. في الخامس من الشهر وهي السنة الخامسة من سبي يوياكين الملك صار كلام الرب الى حزقيال الكاهن ابن بوزي في ارض الكلدانيين عند نهر خابور. وكانت عليه هناك يد الرب. فنظرت واذا بريح عاصفة جاءت من الشمال. سحابة عظيمة ونار متواصلة وحولها لمعان ومن وسطها كمنظر النحاس اللامع من وسط النار. ومن وسطها شبه اربعة حيوانات وهذا منظرها. لها شبه انسان. ولكل واحد اربع اوجه ولكل واحد اربعة اجنحة. وارجلها ارجل قائمة واقدام ارجلها كقدم رجل العجل وبارقة كمنظر النحاس المصقول. وايدي انسان تحت اجنحتها على جوانبها الاربعة. ووجوهها واجنحتها لجوانبها الاربعة. واجنحتها متصلة الواحد باخيه. لم تدر عند سيرها. كل واحد يسير الى جهة وجهه. اما شبه وجوهها فوجه انسان ووجه اسد لليمين لاربعتها ووجه ثور من الشمال لاربعتها ووجه نسر لاربعتها. فهذه اوجهها. اما اجنحتها فمبسوطة من فوق. لكل واحد اثنان متصلان احدهما باخيه واثنان يغطيان اجسامها. وكل واحد كان يسير الى جهة وجهه. الى حيث تكون الروح لتسير تسير. لم تدر عند سيرها. اما شبه الحيوانات فمنظرها كجمر نار متقدة كمنظر مصابيح هي سالكة بين الحيوانات. وللنار لمعان ومن النار كان يخرج برق الحيوانات راكضة وراجعة كمنظر البرق.
فنظرت الحيوانات واذا بكرة واحدة على الارض بجانب الحيوانات باوجهها الاربعة. منظر البكرات وصنعتها كمنظر الزبرجد. وللاربع شكل واحد ومنظرها وصنعتها كانها كانت بكرة وسط بكرة. لما سارت سارت على جوانبها الاربعة. لم تدر عند سيرها. اما أطرها فعالية ومخيفة. وأطرها ملآنة عيونا حواليها للاربع. فاذا سارت الحيوانات سارت البكرات بجانبها واذا ارتفعت الحيوانات عن الارض ارتفعت البكرات. الى حيث تكون الروح لتسير يسيرون الى حيث الروح لتسير والبكرات ترتفع معها. لان روح الحيوانات كانت في البكرات. فاذا سارت تلك سارت هذه واذا وقفت تلك وقفت. واذا ارتفعت تلك عن الارض ارتفعت البكرات معها لان روح الحيوانات كانت في البكرات. وعلى رؤوس الحيوانات شبه مقبب كمنظر البلور الهائل منتشرا على رؤوسها من فوق. وتحت المقبب اجنحتها مستقيمة الواحد نحو اخيه. لكل واحد اثنان يغطيان من هنا ولكل واحد اثنان يغطيان من هناك اجسامها. فلما سارت سمعت صوت اجنحتها كخرير مياه كثيرة كصوت القدير صوت ضجة كصوت جيش. ولما وقفت ارخت اجنحتها. فكان صوت من فوق المقبب الذي على رؤوسها. اذا وقفت ارخت اجنحتها. وفوق المقبب الذي على رؤوسها شبه عرش كمنظر حجر العقيق الازرق وعلى شبه العرش شبه كمنظر انسان عليه من فوق. ورأيت مثل منظر النحاس اللامع كمنظر نار داخله من حوله من منظر حقويه الى فوق ومن منظر حقويه الى تحت رأيت مثل منظر نار ولها لمعان من حولها كمنظر القوس التي في السحاب يوم مطر هكذا منظر اللمعان من حوله. هذا منظر شبه مجد الرب. ولما رأيته خررت على وجهي. وسمعت صوت متكلم
فقال لي يا ابن آدم قم على قدميك فأتكلم معك. فدخل فيّ روح لما تكلم معي واقامني على قدميّ فسمعت المتكلم معي. وقال لي يا ابن آدم انا مرسلك الى بني اسرائيل الى امة متمردة قد تمردت عليّ. هم وآباؤهم عصوا عليّ الى ذات هذا اليوم. والبنون القساة الوجوه والصلاب القلوب انا مرسلك اليهم. فتقول لهم هكذا قال السيد الرب. وهم ان سمعوا وان امتنعوا. لانهم بيت متمرد. فانهم يعلمون ان نبيا كان بينهم. اما انت يا ابن آدم فلا تخف منهم ومن كلامهم لا تخف لانهم قريس وسلاء لديك وانت ساكن بين العقارب. من كلامهم لا تخف ومن وجوههم لا ترتعب. لانهم بيت متمرد. وتتكلم معهم بكلامي ان سمعوا وان امتنعوا لانهم متمردون
وانت يا ابن آدم فاسمع ما انا مكلمك به. لا تكن متمردا كالبيت المتمرد. افتح فمك وكل ما انا معطيكه. فنظرت واذا بيد ممدودة اليّ واذا بدرج سفر فيها. فنشره امامي وهو مكتوب من داخل ومن قفاه وكتب فيه مراث ونحيب وويل
وقال لي يا ابن آدم كل ما تجده. كل هذا الدرج واذهب كلم بيت اسرائيل. ففتحت فمي فاطعمني ذلك الدرج. وقال لي يا ابن آدم اطعم بطنك واملأ جوفك من هذا الدرج الذي انا معطيكه. فأكلته فصار في فمي كالعسل حلاوة
فقال لي يا ابن آدم اذهب امض الى بيت اسرائيل وكلمهم بكلامي. لانك غير مرسل الى شعب غامض اللغة وثقيل اللسان بل الى بيت اسرائيل. لا الى شعوب كثيرة غامضة اللغة وثقيلة اللسان لست تفهم كلامهم. فلو ارسلتك الى هؤلاء لسمعوا لك. لكن بيت اسرائيل لا يشاء ان يسمع لك. لانهم لا يشاؤون ان يسمعوا لي. لان كل بيت اسرائيل صلاب الجباه وقساة القلوب. هانذا قد جعلت وجهك صلبا مثل وجوههم وجبهتك صلبة مثل جباههم. قد جعلت جبهتك كالماس اصلب من الصوان فلا تخفهم ولا ترتعب من وجوههم لانهم بيت متمرد
وقال لي يا ابن آدم كل الكلام الذي اكلمك به اوعه في قلبك واسمعه باذنيك. وامض اذهب الى المسبيين الى بني شعبك وكلمهم وقل لهم هكذا قال السيد الرب ان سمعوا وان امتنعوا. ثم حملني روح فسمعت خلفي صوت رعد عظيم مبارك مجد الرب من مكانه. وصوت اجنحة الحيوانات المتلاصقة الواحد باخيه وصوت البكرات معها وصوت رعد عظيم. فحملني الروح واخذني فذهبت مرّا في حرارة روحي ويد الرب كانت شديدة عليّ
فجئت الى المسبيين عند تل ابيب الساكنين عند نهر خابور وحيث سكنوا هناك سكنت سبعة ايام متحيرا في وسطهم. وكان عند تمام السبعة الايام ان كلمة الرب صارت اليّ قائلة. يا ابن آدم قد جعلتك رقيبا لبيت اسرائيل. فاسمع الكلمة من فمي وانذرهم من قبلي. اذا قلت للشرير موتا تموت وما انذرته انت ولا تكلمت انذارا للشرير من طريقه الرديئة لإحيائه فذلك الشرير يموت باثمه اما دمه فمن يدك اطلبه. وان انذرت انت الشرير ولم يرجع عن شره ولا عن طريقه الرديئة فانه يموت باثمه. اما انت فقد نجيت نفسك.
والبار ان رجع عن بره وعمل اثما وجعلت معثرة امامه فانه يموت. لانك لم تنذره يموت في خطيته ولا يذكر بره الذي عمله. اما دمه فمن يدك اطلبه. وان انذرت انت البار من ان يخطئ البار وهو لم يخطئ فانه حياة يحيا لانه انذر وانت تكون قد نجيت نفسك وكانت يد الرب عليّ هناك وقال لي قم اخرج الى البقعة وهناك اكلمك. فقمت وخرجت الى البقعة واذا بمجد الرب واقف هناك كالمجد الذي رايته عند نهر خابور. فخررت على وجهي فدخل فيّ روح واقامني على قدميّ. ثم كلمني وقال لي. اذهب اغلق على نفسك في وسط بيتك. وانت يا ابن آدم فها هم يضعون عليك ربطا ويقيدونك بها فلا تخرج في وسطهم. وألصق لسانك بحنكك فتبكم ولا تكون لهم رجلا موبخا لانهم بيت متمرد. فاذا كلمتك افتح فمك فتقول لهم هكذا قال السيد الرب. من يسمع فليسمع ومن يمتنع فليمتنع. لانهم بيت متمرد .
. حزقيال 1 : 1-3: 27