أين بيتك؟
كان احد المرسلين، عائدا مع زوجته الى نيويورك، بعد غياب سنين طويلة جدا، في بلاد أفريقيا، حيث صرفا حياتهما، في مساعدة الفقراء والمحتاجين، بكل ما عندهما من طاقة وصحة.
لم يبقى لديهما أي شي من المال، فلقد تركا بلادهما، وهما في ريعان الشباب، وها هما الآن يعودان وحيدان، بعد أن أنفقا حياتهما، في مساعدة الآخرين، وها هما في آخر مرحلة من حياتهما، يشعران بالوحدة والحاجة.
اكتشف هذا المرسل وزوجته، بان الرئيس الامريكي " Theodore Roosevelt" على متن نفس الباخرة، التي هم عليها. إذ كان عائدا الى نيويورك من رحلة صيد ومعه الحرس، والخدم، والصحافيين، وغيرهم من الحاشية، والجميع يحاول بكل جهده، رؤية الرئيس Roosevelt ولو لثوان قليلة.
وصلت الباخرة الى نيويورك، وبدت الزينة الرائعة، والاعلام المرفرفة، والموسيقى الصاخبة، ما عدى الشخصيات، وأصحاب المراكز العالية، تأهبا واستعدادا لإستقبال الرئيس العائد. بينما لم يكن أحد مكترثا بذلك المرسل وزوجته، اللذان قضيا حياتهما في خدمة الرب في بلاد افريقيا. حزن ذلك المرسل جدا، إذ لم يوجد ولا حتى شخص واحد، لاستقبالهما، بعد تلك السنين الطويلة بعيدا عن وطنهما.
نزل ذلك المرسل وزوجته من الباخرة، من دون أن يشعر أحد بقدومهما، ونزلا في فندق بسيط جدا، ريثما يتيسر لهما إستإجار بيت صغير للسكن فيه.
في تلك الأمسية، شعر ذلك المرسل بحزن شديد، وضاق به الأمر جدا... وبينما هو يصلي، أخذ يقول للرب، لقد خدمتك بأمانة كل هذه السنين الطويلة، ولم يوجد شخص واحد لإستقبالنا أنا وزوجتي، بينما جاء الرئيس من رحلة للصيد، وها المئات في إستقباله.
وبينما هو يصلي شعر وكأن يد تلمس كتفه، وصوت يقول له... "أنت لم تأتي بعد إلى بيتك"
صديقي إن المكافئة لحياتك ولحياتي، إن كنت من أولاد الرب، هي ليست ههنا... بل عندما تطأ أقدامنا ذلك الوطن السماوي...
إن أول دين، على الإنسان أن يسدده، هو دين خطاياه، لكنه عاجز إذ أننا جميعنا خطاة، لأن أجرة الخطية هي موت... لكن الرب يسوع، جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك... فهو وحده يقدر أن يغفر خطاياك...أطلب منه، من كل قلبك، فيسمع لك.
بعد أن تغفر خطاياك، عندئذ تستطيع أن ترضي الله في أعمالك... إن المكافئة والترحيب والأستقبال هو ليس ههنا... لكن عندما نأتي الى بيتنا السماوي، الذي أعده لنا المسيح ... فهل لديك بيت كما قال يسوع في إنجيل يوحنا 14