نجوم مضيئة
كانت تلك ليلة صيف هادئة، بينما كانت الفتاة الصغيرة ليليان، ترجع مع والديها، الى منزلهما في المدينة بعد قضاء يوم جميل في الجبل. بينما كانت السيارة منحدرة الى المدينة، كانت ليليان جالسة في المقعد الخلفي، وهي تراقب نجوم السماء من الشباك. ويا لروعة ذاك المنظر، إذ تزينت السماء فوق رأسها بمئات النجوم المتألقة البراقة، وكأنها مجوهرات تتحلى بها السماء النقية.
لكن بينما كانت سيارتهم تقترب من المدينة، كان وهج أنوار المدينة ينعكس في كبد السماء. وعندما لاحت البنايات الكبيرة في الأفق، كانت ليليان الصغيرة تجاهد أن ترى النجوم في سماء الليل. لكن سرعان ما غطى وهج أنوار المدينة السماء كلها، حاجبا عن الفتاة تلك النجوم المتألقة.
نظرت ليليان إلى والدها بحزن، ثم قالت: بابا، من يطفئ النجوم في الليل؟ ابتسم الأب، ثم أجاب إبنته قائلا: لا أحد يا حبيبتي. إذا، لماذا لم أعد أقدر أن أرى النجوم؟
قال الرب يسوع لتلاميذه: انتم نور العالم. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السموات.
أخي وأختي، إننا نحيا في عالم إنحدرت فيه القيم الأخلاقية، عالم لا يُسَمي الخطية بأسمائها الحقيقية. ونحن نشهد كل يوم تدهور المجتمع الأخلاقي. ازدياد الظلم والخطية وقلة الإيمان والطهارة وتفكك العائلات بسبب الخطية.
إن الرب يدعونا، أن نحيا حياة البر والقداسة في وسط هذا الجيل المعوج والملتوي، نعم لكي نضيء كأنوار في العالم، مثل النجوم التي تضيء سماء الليل. لقد تسائلت ليليان الصغيرة لماذا لم تظهر تلك النجوم في سماء ليل المدينة. فلقد غطت أنوار المدينة القوية أنوار النجوم البهية، فحجبتها عن الرؤية.
لكن ما أحوج عالمنا الحالي إلى نمازج حية وفعالة، تعكس نور وطهارة الرب. فلا نكن مثل تلك النجوم التي خنقتها اضواء المدينة. كثيرا ما نصلي " لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض" أخي وأختي، هل فكرت يوما أن لك دور مهم وفعال في تحقيق مشيئة الرب على الأرض.
قد لا تستطيع أن تغير العالم بمفردك. ربما تقف عاجزا ومضطربا أمام شرور هذا العالم. لكن بإمكانك أن تتحكم بتصرفاتك وأقوالك، وهكذا تحقق مشيئة الرب على الأرض، في حياتك أنت. وعندما تنعكس محبة المسيح في حياتك، ثق أن الآخرين سيروا ذلك ويمجدوا رب الأرض والسماء.
صلاتنا من أجلك هي أن تفتح قلبك للمسيح، وتتجاوب مع دعوته لك، أن تحيا حياة البر والقداسة، وليكن سلام المسيح معك دائما.