أعظم من أن يُثَمَّن

قضى مارك ، أحد المبشرين المؤمنين، سنين عديدة يخدم بها الرب، في إحدى قرى الهند الساحلية. تعرف مارك على رجل في هذه القرية، إسمه راجيف. كان راجيف، في الخمسينات من عمره، وكان غطاسا يعمل، في التنقيب عن اللآلى البحرية.

مع مرور الوقت، ربطت الرجلان صداقة قوية. وكان مارك، ينتهز كل فرصة ليخبر صديقه عن الرب يسوع، وعن نعمة الخلاص، التي يمنحها الرب، لكل من يؤمن به مخلصا وفاديا.

كان راجيف، كثيرا ما يستمع بإنتباه، وعلامات التأثر بادية على وجهه. لكن كلما دعاه مارك، أن يسلم حياته للرب، ويقبل خلاص المسيح، كان يجيبه راجيف" كلا يا صديقي، إن الحياة الأبدية غالية وكثيرة الثمن، ولا أستطيع أن أحصل عليها مجانا. أنا أؤمن بالمسيح، لكن لا بد أن اعطي شيئا ما، لكي أحصل على الحياة الأبدية. عبثا كان مارك يحاول، إذ كان راجيف يصر أنه ليس أهلا أن ينال نعمة الخلاص، دون أي مجهود شخصي منه.

ذات يوم، دعا راجيف صديقه المؤمن مارك الى منزله لامر هام. عندما وصلا الى المنزل، قال راجيف: إسمع يا صديقي. لقد قررت أن أسعى لكي أنال الحياة الأبدية. سوف أمشي زحفا على ركبتي إلى مدينة دلهي، وأصلي أن يمنحني الرب بعد ذلك، الحياة الأبدية.

كانت دلهي تبعد نحو 700 كيلومتر عن تلك القرية، وعبثا حاول مارك، أن يثني صديقه عن هذا القرار، لكن من دون جدوى. بعد ذلك قال راجيف: ربما لن أراك بعد الآن، وأنت أعز صديق لي. أريد أن أعطيك شيئا.

ذهب راجيف الى غرفة مجاورة، وعاد حاملا أكبر وأجمل لؤلؤة رآها مارك في حياته. سأقول لك شيء لم تكن تعلمه.  قال راجيف وهو يغص بالدموع. كان لي إبن وحيد، وكان أمهر غطاس لآلئ عرفته الهند. كان يحلم أن يجد ذات يوم أجمل وأثمن لؤلؤة في العالم. وقد وجدها. لكنه بقي كثيرا تحت الماء، وكلفته هذه اللؤلؤة حياته... وها أنا اليوم أعطيك إياها لإنك أغلى صديق لي. أرجوك أن تقبلها.

ذهل مارك لدى سماعه ما حصل لإبن صديقه، لكن سرعان ما كلمه الرب بما يجب أن يفعله. قال مارك لصديقه. إن هذه لؤلؤة رائعة جدا. سأخذها منك بكل شكر، لكن لا أستطيع أن آخذها مجانا. سأعطيك 10 آلاف دولار. أجاب راجيف. أنت لا تعلم ما تقول يا صديقي، فانا لا أريد أن ابيعها بل أهديك اياها. قال مارك " لن آخذها مجانا. فانا لا أستحقها. سأعطيك 20 الف دولار" .

أجاب راجيف بغضب" إن هذه اللؤلؤة ثمنها اكثر بكثير، وقد كلفت إبني الوحيد حياته. إنها لا تقدر بثمن. لن تستطيع أنت، ولا أحد آخر أن يشتريها. أنا أقدمها لك هدية.

حينئذ، قال مارك: راجيف، هل أنت تسمع ما تقول. إن هذا هو الكلام عينه الذي قلته أنت عن خلاص الرب.

لقد كلفت الحياة الأبدية الرب، الذي هو أعظم من أن يثمن، إذ قدم الله إبنه الوحيد يسوع المسيح، لكي يموت على الصليب لكي تنال أنت الحياة الأبدية. إن ثمن الخلاص هو دم الرب يسوع الثمين الذي سال من أجلك على الصليب. لا تقدر أن تشتري هذا الخلاص بأي جهد أو عمل أو تضحية من عندك. كل ما عليك أن تعمله هو أن تقبل نعمة الخلاص والحياة الأبدية مؤمنا بما فعله الرب من أجلك.

في تلك الليلة، سلم راجيف حياته للرب يسوع ونال غفران الخطايا والحياة الأبدية.

عزيزي، هل ما زلت تحاول أن تحقق بجهدك أنت، ما حققه الرب يسوع من أجلك على الصليب؟

قال الرب يسوع:  "ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟ إن كنت لم تقبل بعد خلاص المسيح المجاني، فها الرب يدعوك أن تفتح قلبك له وتؤمن بما حققه وأكمله الرب يسوع من أجلك على الصليب. إنه أعظم من أن يثمن.

Back

رجوع الى الصفحة الرئيسية