رسالة من زوجة مؤمنة

«إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون» (مزمور 1:127)


إليكم قصتي…

تقدم لخطبتي… أحببته بشدة وتعلقت به واستحوذ على كل تفكيري.. رفضه أهلي في البداية لأنه كان غير مؤمن ولكن أخيرًا رضخوا لتصميمي وعنادي الشديد!.. تلقيت تحذيرات كثيرة من المؤمنين وأصوات من الله بطرق مختلفة لكني كنت كإنسانة صماء لا أريد أن أستمع إلا لصوت قلبي ومشاعري، وعندما تضغط عليَّ الأفكار كنت أسارع بإقناع نفسي بأنني صليت لله وقلت له إني لا أريد أن أخطيء وأريد أن أعمل إرادته في حياتي ونسيت أن هذه الطلبة كانت بلساني فقط وكنت أخدع نفسي بها لأريح ضميري ولكني بقلبي كنت قد عزمت على هذا الإنسان وأريد من الله فقط أن يوافق على إرادتي، أو أقنع نفسي بأن أقول: هو غالبًا مؤمن وسبق أن قال لي إنه يريد أن تكون حياته أفضل وأن يقترب من الله أكثر ويريدني أن أشجعه وأدفعه تجاه ربنا والكنيسة وأنه فقط ضعيف الآن لضغوط الشغل و……الخ، رغم معرفتي اليقينية بأن المؤمن مهما كان ضعفه له دلائله الواضحة من رغبة تظهر في كل المواقف أن يعيش في خوف وطاعة الله، وخوفه الشديد من أن يفعل شيء ليس حسب إرادة الله، وبقصد أو بدون قصد لا تخلو كلمة الله من أحاديثه ويعرف الكتاب المقدس جيدًا ويجتهد فيه……الخ – بدون هذه العلامات هو غير مؤمن مهما قال الناس عنه أو قال هو عن نفسه فالكتاب واضح عندما قال أن الإيمان لابد أن يكون له ثمر…

لكني صمدت للنهاية لأن المحبة كانت قوية للغاية وتزوجت ولن أحكي كيف كانت حياتي ولا أقصد بعد الزواج مباشرة فالحصاد فأحيانًا يكون سريعًا وأحيانًا يكون بعد سنوات لكن لابد منه لأن «الله لا يشمخ عليه فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا»، لقد ظننت في البداية أن الله قاس جدًا عليَّ ولكني تذكرت تلك الوصية الصريحة التي كسرتها بكل سهولة في 2كورنثوس 4:6 «لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين. لأنه أية شركة للنور مع الظلمة وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن» ونسيت أيضًا أنني عندما قبلت بهذا الشخص زوجًا كما لو أني بكل بساطة قلت لله: من الآن فصاعدًا لا أريدك في حياتي ولا أريدك سيدًا على بيتي فزوجي الذي اخترته ليكون شريكي وسيد البيت غير مؤمن فأنت إذًا ليس لك مكان في منزلي ووسط أولادي..! آه إن الحصاد الذي يحصده مؤمن دخل في شركة عمل مع غير مؤمن حصادًا ثقيلاً فما بالك بحصاد يحصده مؤمن دخل مع غير مؤمن في شركة مدى الحياة.


لن أقص ما حدث فلساني يعجز لكن كل ما أريد قوله هو اختبارات جديدة ستختبريها:

1- اختبار الألم الذي سيعتصرك بشدة والذي سيلازمك يوميًا فقد عشت أسود الليالي وأتعس الأيام فهو ليس ألم في العمل الذي ستنهيه ظهرًا وتعودي لمنزلك وليس ألم لأسابيع أو شهور أو حتى سنين كالمرض لكنه ألم ملازم لك في بيتك مكان راحتك وينتهي بانتهاء الحياة لأن الزواج قرار يمتد كل أيام الحياة.

2- اختبار ألم الزواج الغير موفق والذي يصعب وصفه بشدة بل يستحيل ما لم تتذوقينه بنفسك.

3- اختبار حياة لبيتك ولأولادك ليس فيها الله سيدًا، وكيف يكون سيدًا ورب البيت ليس مؤمنًا حقيقيًا!!! وما أصعب وأرهب هذا الاختبار.

4- اختبار الندم الرهيب.. كم من مرة حذرك أهلك وكم من أصوات أرسلها الله وكم من مواقف صدرت من الشخص نفسه ولكنك تجاهلتِ كل هذا وأغمضتِ عينيك وقتها.

أختي الحبيبة… تذكرت قبل كتابة هذه الرسالة لكي تلك الرسائل التي يكتبها المبشرون على لسان شخص ذهب الهاوية والجحيم ويحذر سكان الأرض من أن يذهبوا إلى نفس مكانه، لذا وجدت أنه لزامًا عليَّ أن أكتب لكي هذه الرسالة من إنسانة ذهبت بالفعل للجحيم وتريد أن تحذرك بأعلى صوتها من أن تذهبي برجلك إلى ذات الجحيم وسواء قرأتيها أو مزقتيها فهي لكي وقد أبلغتها، أختي الحبيبة… يا مَن مرتبطة بشخص غير مؤمن، أرجوكِ أن تتخذي قرارك الآن مهما كانت قوة ارتباطك طالما لم تصل إلى الزواج فإن آلام أيام أو حتى شهور لا تقارن بعذاب العمر كله.

م.م

 

Back