إلى أين ?

دنا شاب من ضريح أعجبه نقشه، فقرأ هذه الكتابة عليه: "تذكروا اننا كما أنتم كذا كنا، وكما نحن تكونون، فاستعدوا للموت واتبعوتا" . فأخذ الشاب قلمه وكتب تحتها" أما على اتباعكم فلا أقدر ما لم أعرف اتجاهكم هل هو الى فوق أو الى أسفل" .
ان هذه الحقيقة الرهيبة منسية عند الكثيرين، وهي أنه لا بد من الموت ... وبعد الموت الدينونة . فكثيرون كانوا نظيرنا يمارسون أمورهم اليومية حتى أدركهم الموت وهم الآن يتوقعون حكم الله الأبدي . ليت الأحياء يستفيدون من فرصة الحياة القصيرة ليدركوا غاية وجودهم في العالم ! لقد صدق من قال: "ليس عالمنا الحاضر مقراً لنببني عليه ، إنما هو معبر نعبر عليه الأبدية".
إن فرصة الخلاص هذه هي لنا ما دمنا على الأرض ، وصار لنا بموت المسيح امتياز الدخول مجاناً إلى هذه النعمة.
فقد حاول الإنسان جهده ليرضي الله لكن جميع جهوده باءت بالفشل. أما الله فقدم ابنه كفارة عن خطايا البشر، وإذ الجميع أخطأوا وهب الله خلاصه هذا ليكون للجميع.
نحن سندان لا لأننا أخطأنا فحسب بل لأننا لم نقبل الخلاص المقدم لنا مجاناً من الله. ان نجاسة الخطية تشمل جميع البشر ولا مفر منها لأننا جميعاً ورثنا طبيعة السقوط من أبوينا الأولين. وقال الله عنّا " انه ليس بار ولا واحد.. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد .. أذ أخطأ الجميع وأعوزهم مجد الله" رومية 3: 10و12و23 . بهذا استحق الناس العقاب "لأن اجرة الخطية هي موت". ولكن شكراً لله على نعمته المجانية التي تبرر الخاطئ ، حسب المكتوب "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه" رومية 3 :24 و 25.
لا رجاء لخطاة نظيرنا إلا عن هذا الطريق.. طريق نعمته.. وبعمل هذا المخلص الوحيد الذي ليس بأحد غيره الخلاص . لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" اعمال 4: 12.
ان هذا الخلاص المجيد يقدَّم مجاناً لجميع الخطاة الراجعين الى الله ويُقدَّم على أساس رحمته في الذي صُلِب لأجلنا. لا لأجل صلاحنا ولا لسبب تهذيبنا بل بموجب رحمته علينا، كما أكد ذلك الرسول بولس: "ولكن حين ظهر لطف مخلِّصنا الله وإحسانه لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلًّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" تيطس 3: 4و5.
إلا تمد يد الإيمان وتستفيد من رحمة الله وتنال هبة الخلاص مجاناً بالإيمان بيسوع المسيح ؟ لا عذر لك البتة ان أهملت أو أجلت نوال الخلاص المقدم لك من قِبّل الله المُحِب.
تعال إليه الآن ، تعال إليه كما أنت ، بخطياك كإنسان هالك يستحق الدينونة وكإنسان عاجز لا يستطيع إرضاء الله لسبب سقوطه. الرب يسوع يعرف يقيناً أن المرضى بحاجة الى طبيب ، فلا شفاء لك من أمراضك الروحية إلا به وحده .
لقد تذوق الكثيرون لذّة الغفران والمسامحة وهو يشهدون عن نعمة الله المُخلِّصة . ربما عرف واحد منهم فلا تحسدهم ، فالخلاص هو للجمـيــع للجمـيـع . . وهو مُقدَّم لك أيضاً .. لكل من يريد ولكل من يؤمن . " من يعطش فليأتِ ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجاناّ" رؤيا 22: 17.
هل تستفيد أنت من هذه الفرصة النادرة ؟ افتح له قلبك طالما الوقت يُدعى اليوم، وقل له "خلِّص يا رب أثيماً مثلي وامنحني عطيَّة الحياة الأبدية بحسب وعدك الصادق ولأجل ابنك الحبيب" وسوف تحصل على الخلاص حتما إن طلبته من كل قلبك.
" الذي يؤمن بالإبن له حياة أبدية . والذي لا يؤمن بالإبن لم يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" يوحنا 3: 36.



 

Back