من هو الروح القدس؟
يظن البعض أنّ الروح القدس هو مجرّد قوة. ولكن الكتاب المقدس
يُعلّمنا وبكل وضوح أنّ الروح القدس شخص وليس مجرّد قوّة فهو روح الله أي الله ذاته
وقد سُميّ روحا لانه مبدع الحياة. "ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الارض" (مز 30:104)،
ودُعيّ قدوساً ويقدّس حياة المؤمن. إذا فالروح القدس يتمتع بكافة الصفات الالهية.
عندما نقرأ أعمال الرسل 8:1 "ولكن حينما ينزل الروح القدس عليكم تنالون القوة"
ونفهم من ذلك أنّ الروح القدس هو مصدر القوة الروحية، هو مساوي لله. يقول الإنجيل
المقدّس: "وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس" ولم يستعمل الجمع ـ بأسماء كأنهم
ثلاثة أشخاص ـ بل باسم لانهم الثلاثة في شخص واحد.
إن ولادة السيد المسيح من عذراء تمّت بقوة الروح القدس (متى 18:1ـ20).
للروح القدس أعمال كثيرة منها:
يبكت العالم على الخطيئة، هو المعين، يذكرنا بكلمة الله ومواعيده، يعلمنا كل شيء،
يشهد للرب يسوع ويُمجّده، ويساعدنا لنشهد له ويرشدنا (يوحنا 16:14).
عندما كتب الاباء والانبياء كلمة الله كانوا مسوقين بوحي الروح القدس بل نفخ فيهم
بكلمة الله وحفظهم من الخطأ وفتح بصائرهم لكي يكتبوا أيضاً عن أمور مستقبلة، وكما
جاء في 2بطرس 21:1 "إذ لم تأت قط بإرادة بشرية، بل تكلّم بالنبوات جميعاً رجال الله
القديسون مدفعوين بوحي الروح القدس".
في غلاطية 22:5،23 نقرأ: "وأما ثمر الروح فهو: المحبّة والفرح والسلام، وطول البال
واللطف والصلاح والأمانة والوداعة وضبط النفس ـ وليس من قانون يمنع هذه الفضائل".
أما عن مواهب الروح القدس فهي:
نبوءة خدمة، تعليم، وعظ، عطاء، تدبير، أعمال الرحمة، كلام حكمة، كلام علم، إيمان،
شفاء، قوّات، تمييز الأرواح، التكلّم بألسنة، رسل، مبشرون، رعاة (روما 6:12ـ14).
فينبغي لنا أن لا نحزن روح الله بسبب ارتكاب الخطيئة (أفسس 30:4)، وأن لا نطفيء
الروح بأن نحتقر النبوات ونرفض كلمة الله. بل على العكس من ذلك أوصانا الكتاب
المقدّس بأن نمتليء من الروح، وأيضا أن نسلك بالروح فلا نُكمّل شهوة الجسد. لكن
الشيء الرائع الذي عمله الروح القدس في حياتنا هو أنّه يشهد لارواحنا أننا أولاد
الله، وأيضاً سيحفظنا إلى يوم مجيء الرب للميراث الذي ينتظرنا.
هل قبلت أنت عمل الروح القدس في حياتك وذلك بالايمان بذبيحة المسيح الكفاريّة؟ هل
أنت ممتليء من روح الله وذلك بالامتلاء من كلمته، أم لا زلت بعيداً؟