هل يحتاج المسيحيون إلى كهنة؟ وما هو الفرق بين الكاهن و الأسقف؟
الرب يسوع المسيح لم يشر إلى إحتياجنا لأي كاهن، لأنه هو كاهننا
الذي يمثلنا أمام الله ولا نحتاج إلى أي وسيط آخر، كما ذكر في العهد الجديد من
الكتاب المقدس في الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 5:2ـ6 "فإن الله واحد، والوسيط بين
الله والناس واحد، وهو الإنسان المسيح يسوع، الذي بذل نفسه فدية عوضاً عن الجميع".
ونقرأ في العهد الجديد من الكتاب المقدس في الرسالة إلى العبرانيين 17:7ـ28 "ذلك
لأن الوحي يشهد له (الرب يسوع) قائلاً: "أنت كاهن إلى الأبد.." هكذا، يتبين أن نظام
الكهنوت القديم قد ألغى لأنه عاجز وغير نافع. فالشريعة لم توصل الذين كانوا يعبدون
الله بحسبها ولو إلى أدنى درجات الكمال. ولذلك، وضع الله أساساً جديراً للإقتراب
إليه، مقدماً لنا رجاء أفضل. ثم إن تعيين المسيح كاهنا أعلى، قد تأيد بالقسم.. هذا
القسم واضح في قول الله: "أقسم الرب ولن يتراجع: أنت كاهن إلى الأبد" فعلى أساس ذلك
القسم، صار يسوع ضامنا لعهد أفضل! فضلاً عن هذا، فالكهنة العاديون كانوا يتغيرون
دائماً، لأن الموت كان يمنع أي واحد منهم من البقاء. وأما المسيح، فلأنه حي إلى
الأبد، فهو يبقى صاحب كهنوت لا يزول! وهو لذلك، قادر دائما أن يحقق الخلاص الكامـل
للذين يتقربون بـه إلى الله. فهو في حضرة الله حي على الدوام ليتضرع من أجلهم
ويحامي عنهم! نعــم ، هذا هو الكاهن الأعلى الذي كنا محتاجين إليه. إنه قدوس، لا
عيب فيه، ولا نجاسة، قد إنفصل عن الخاطئين، وارتفع حتى صار أسمى من السماوات. وهولا
يحتاج إلى ما كان يحتاج إليه قديما كل كاهن أعلى: أن يقدم الذبائح يومياً للتكفير
عن خطاياه الخاصة أولا، ثم عن خطايا الشعب، وذلك لأنه كفر عن خطاياهم مرة واحدة،
حين قدم نفسه عنهم. إذن، كانت الشريعة تعيّن كل كاهن أعلى، من بين البشر الضعفاء.
أما كلمة القسم، التي جاءت بعد الشريعة، فقد عينت إبن الله، المؤهل تماماً لمهمته،
كاهناً أعلى إلى الأبد!".
إذن، لا نجد في العهد الجديد من الكتاب المقدس نظاما للكهنوت، بل إن العهد الجديد
دعى جميع المؤمنين بالرب يسوع. "كهنة" و "قديسين". مثلاً نقرأ في رسالة بطرس الأولى
5:2 عندما خاطب الرسول بطرس، حسب الوحي الإلهي، كل المؤمنين بالرب يسوع المسيح:
"إذن إتحدوا به (الرب يسوع المسيح) كحجارة حية، مبنيين بيتاً روحياً، تكونون فيه
كهنة مقدسين تقدمون لله ذبائح روحية مقبولة لديه بفضل يسوع المسيح". ونقرأ في العهد
الجديد من الكتاب المقدس، في الرسالة الأولى إلى مؤمني كـورنثوس 2:1 "إلى كنيسة
الله في مدينة كـورنثوس، إلـى الذين تقدسـوا في المسيح يسوع، المدعوين،
القديسين..".
وبالرغم من أنه لا يوجد في العهد الجديد كهنة، إلا أن الكنيسة تحتاج إلى رعاة
ومعلمين لقيادة الكنيسة (جماعة المسيحيين) في العبادة والصلاة، ودراسة الكتاب
المقدس "لتأهيل القديسين من جهة عمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح" (الرسالة إلى مؤمني
أفسس 11:4ـ12).
وفي الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 1:3ـ13 وأيضاً في الرسالة إلي تيطس 5:1ـ9 يتكلم
الرسول بولس عن تنظيم الكنيسة وكيفية إختيار قادتها وشيوخها والصفات التي يجب أن
تكون متوفرة فيهم، "أن يكون الواحد منهم بريئاً من كل تهمة، زوجاً لإمرأة واحدة،
أباً لأولاد مؤمنين لا يُتهمون بالخلاعة والتمرد.وذلك لأن الناظر (الأسقف) يجب أن
يكون بريئاً من كل تهمة بإعتباره وكيلا لله، لا معجبا بنفسه ولا حاد الصبع، ولا
مدمن الخمر، ولا عنيفاً، ولا ساعيا إلى المكسب الخسيس؛ بل مضيافا، محباً للصلاح،
رزينا، باراً، تقياً، مالكا لطبعه، ملتصقاً بالكلمة الصاقدة الموافقة للتعليم،
ليكون قادراً على تشجيع المؤنين بالتعليم الصحيح وعلى إفحام المعارضين" (تيطس
6:1ـ9).
كما نقرأ: "إذن، يجب أن يكون الراعي بلا عيب، زوجاً لإمرأة واحدة، نبيها عاقلا
مهذباً مضيافاً، قادراً على التعليم، لا مدمنا للخمر ولا عنيفاً، بل لطيفاً، غير
متعود الخصام، غير مولع بالمال، يحسن تدبير بيته، ويربي أولاده في الخضوع بكل
إحترام. فإن كان أحد لا يحسن تدبير بيته، فكيف يعتني بكنيسة الله؟ ويجب أيضا أن لا
يكون مبتدئاً في الإيمان، لئلاً ينتفخ تكبراً، فيقع في جريمة إبليس! ومن الضروري أن
تكون له شهادة حسنة من الذين في خارج الكنيسة، لكي لا يقع في العار وفي فخ إبليس"
(تيموثاوس الأولى 2:3ـ7).