من المعلوم أن المسيح ولد من مريم العذراء، لماذا تضعون لستة (قائمة) مجموعة من الأنساب؟
نعم،
إن الرب يسوع المسيح ولد حقاً من مريم العذراء. وتوجد حقاً لستة (أو قائمة) من
الأنساب في الإصحاح الثالث من الإنجيل كما كتبه لوقا. ولكن لي ملاحظة هامة وهي أننا
أنفسنا لم نضع هذه اللستة، لأننا نحن لم نكتب الإنجيل. فإن الإنجيل كما كتبه لوقا
هو أحد الكتب من العهد الجديد في الكتاب المقدس. والروح القدس ـ أي روح الله ـ هو
الذي أوحى للرسل والأنبياء بما يكتبون سواء في العهد القديم أو العهد الجديد من
الكتاب المقدس. فنقرأ في الرسالة الثانية للرسول بطرس 20:1ـ21 ".. قبل كل شيء،
اعلموا أن كل نبؤة واردة في الكتاب لا تفسر بإجتهاد خاص. إذ لم تأت نبوءة قط بإرادة
بشرية، بل تكلم بالنبوآت جميعا رجال الله (القديسون) مدفوعين بوحي الروح القدس"
ونقرأ أيضاً في الرسالة الثانية إلى تيموثاوس 16:3 "إن الكتاب بكل ما فيه، قد أوحى
به الله...".
أما عن لماذا أوحى الروح القدس للرسول لوقا بكتابة القائمة، فإن السبب هو إثبات أن
النبوآت التي جاءت في العهد القديم من الكتاب المقدس قائلة أن المسيح فادي البشرية،
سيأتي من سبط يهوذا وأيضاً من بيت داود ـ هذه النبوآت تمت بالتفصيل بمجيء الرب يسوع
المسيح إلى هذه الأرض. فمثلاً نقرأ في أول كتاب في الكتاب المقدس، في التكوين 10:49
"لا يزول صولجان الملك من يهوذا ولا مشترع من صلبه حتى يأتي شيلوه (ومعناه: من له
الأمر) فتطيعه الشعوب" وللمقارنة، نقرأ في الإنجيل كما كتبه لوقا 33:3 أن نسب الرب
يسوع المسيح يرجع إلى يهوذا.
وكذلك نقرأ في الإنجيل كما كتبه لوقا 31:3 أن الرب يسوع المسيح هو من سلالة داود،
ثم نقرأ في إرميا 5:23 هذه النبؤة عن الرب يسوع المسيح: "ها أيام مقبلة أقيم فيها
لداود ذرية بر، ملكا يسود بحكمة، ويجري في الأرض عدلا وحقاً".
كما نجد أن النبي إشعياء تنبأ بمجيء الرب يسوع المسيح إلى الأرض قبل ولادته بحوالي
700 سنة، فقال في إشعياء 6:9ـ7 "لأنه يولد لنا ولد ويعطي لنا إبن يحمل الرياسة على
كتفه، ويدعى إسمه عجيباً، مشيراً، إلهاً قديراً، أبا أبدياً، رئيس السلام. ولا تكون
نهاية لنمو رياسته وللسلام اللذين يسودان عرش داود ومملكته، ليثبتها ويعضدها بالحق
والبر، من الآن وإلى الأبد. إن غيرة الرب القدير تتمم هذا!" وهذه النبؤة مذهلة
ومدهشة حقاً، ففيها نرى أن الموعود بمجيئه هو إنسان: "يولد لنا ولد"، كما أنه إله:
"إلهاً قديراً"! من هو هذا الذي يستطيع أن يتمم ويحقق هذه النبؤة العجيبة؟
نجد أن الرب يسوع المسيح هو الوحيد الذي حقق هذه النبؤة حرفياً: فهو من سبط يهوذا،
من بيت داود وترجع سلالته حتى إلى آدم (لوقا 38:3)، إذن هو إنسان. ولكنه أيضاً إله!
فنقرأ في
الإنجيل
كما كتبه لوقا 31:1ـ 32 ،35 عن كيف ولد الرب يسوع المسيح من عذراء، "وها أنت
ستحبلين وتلدين إبناً، وتسمينه يسوع. فإنه يكون عظيما، وإبن العلي يدعى، ويمنحه
الرب الإله عرش داود أبيه، فيملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولن يكون لملكه نهاية...
فأجابها الملاك: "الروح القدس يأتي عليك، وقدرة العلي تظللك. لذلك أيضاً فالقدوس
المولود منك يدعى إبن الله".